عطفاً على ما جرى ويجري ..تذكرت كتابا قرأته منذ أكثر من 17 سنة..."مجتمع الكراهية هو المجتمع العربي، بقضه وقضيضه .. بأنظمته، ومنظماته، وأفراده.
كل رئيس يكره كل رئيس.
كل قائد يكره كل قائد .
كل حزب يكره كل
حزب.
كل منظمة تكره كل منظمة .
كل فرد يكره كل فرد .
تنسحب الكراهية على
كل شيء، وتغطي كل شيء.
لقد كان هدف المؤامرة منذ مطلع هذا القرن (القرن العشرين) تدمير الأصول الحضارية والينابيع الروحية للمواطن العربي، حتى إذا تعرى في فراغه الفكري والروحي، كريشة في مهب الريح، تقاذفته الشعارات التي صنعوها لنا وقذفونا بها، يحاول أن يبرد في لظاها ضياعه فلا تزيده إلاَّ ضياعاً.
وأصبح المجتمع العربي مباءة سهلة لكل الضلالات والجهالات، ومجالاً منسرحاً لعقائد متعارضة متضاربة لا مثيل لزخمها ووخمها في تاريخ الدنيا كله.
فليس من إيديولوجية عرفتها الانسانية في القديم والحديث إلاَّ ويدور حولها صراع ويسقط من جرائها قتلى، وتسيل دماء، وغلبت الهمجية والجاهلية والديماغوغية، حتى نزفت مادة الأمة واختفت قيمها، وانطوت تقاليدها، وجفت مصادرها ومواردها، ثم هجمت الصهيونية والإمبريالية بغزواتها الفكرية المتلاحقة، تحطم كيان الأمة بعد تحطيم روحها، وتزلزل أخلاقها بعد زلزلة عقيدتها.
ويزيد الصراع فيزيد الفراغ، وتتفتت عرى المجتمع، بأفراده وأنظمته، فلا مكان لمودة وتراحم، ولا سبيل لتجمع وتلاحم.. وسهل من ثم الانقضاض على الفريسة لا تجد ما يحميها من المحن ويدفع عنها غائلة البلاء..
مجتمع عفن مهتوك، قد امتطى غارب الأحداث فيه السفهاء والجهلة وغثاث المعرفة والسلوك، يلوكون شعارات مجلوبة، ويجترون عقائد منخوبة، يتراشقون تهماً ويتقاذفون شتائم.
والحق غريب في وطنه، والشريف يتيم على موائد اللئام .. والقضية المقدسة في أيد نجسة في زمن قذر.. حتى ليكاد يشعر كل امريء أن كل شيء موقت، كل شيء إلى ضياع، كل شيء إلى فساد و انهيار!.
لسان حال القادر: انج سعد فقد هلك سعيد، ولسان حال الفاجر : "خلا لك الجو فبيضي واصفري".
الفاسدون يلعنون سماء تظل مؤمنين..
واليائسون دائمو التحفز للرحيل .. ودّوا لو استطاعوا رفض الانتماء وتغيير الوطن
والتراب"..
منقول حرفيا من كتاب مجتمع الكراهية لرئيس وزراء الأردن سعد جمعة بعد هزيمة 1967.
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك