مدونة اليوم

هند الإرياني: "جدل الرأفة بالحيوانات في حرب اليمن"

نشرت في:

وأنا أتصفح موقع تويتر للبحث عن تغريدات تتحدث عن اليمن، وجدت تغريدات لامرأة تبحث عن طريقة لمساعدة حيوانات تعيش في حديقة الحيوان في إحدى المدن اليمنية. وهذه ثاني مرة أجد فيها من يهتم بالحيوانات في اليمن، حيث للأسف لا أهمية لحقوق الحيوان ولا للرأفة به في أيام السلم فما بالك بأيام الحرب.

المدونة اليمنية هند الإرياني
إعلان

 

الأكيد أن من في قلبه رحمة بالمخلوقات التي تعيش على الأرض سيهتم بحياتها سواء كانت مدينته تعيش في حرب أو سلم، وسواء كانت حياة إنسان أو حيوان أو نبات.

هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.

فيس بوك اضغط هنا

قبل أشهر أثار موضوع الحيوانات في اليمن جدلاً كبيراً، حيث ذكرت مبعوثة الاتحاد الأوروبي لليمن معاناة الحيوانات وموت أغلب حيوانات الحديقة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها موضوع الحيوانات في الحرب، لكن تعليقها هذا سبب لها الكثير من "وجع الرأس" حيث قامت حملة ضدها بحجة أنها لا تهتم بأرواح البشر بقدر اهتمامها بالحيوانات، وأن هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن الحيوانات بينما يموت البشر يوميا.

الهجوم في الحقيقة لم يكن بسبب تصريحها وإنما لأسباب سياسية، وموضوع الحيوانات كان فرصة وحجة للانقضاض عليها، وأعتقد أنها لو كانت ذكرت موضوع الحيوانات حتى في أوقات السلم لتعرضت لنفس الهجوم، والسبب في هذا أن موضوع الحديث عن الرأفة بالحيوان ليس مرغوبا في مجتمعاتنا، حيث يرى الغالبية أن من يهتم بحقوق الحيوانات ويتحدث عنها هو شخص لا علاقة له بمعاناة البشر ويعيش في عالمه الوردي، وأن الرأفة بالحيوان مجرد رفاهية.

 لا أدري من أين أتت هذه الأفكار رغم أن الدين الذي يتأثر به الغالبية يقول عكس ذلك، حيث ذكر نبي الإسلام أهمية الرأفة بالحيوان في أكثر من حديث، وهناك أحاديث تتحدث عن سيدة عاصية دخلت الجنة بسبب سقايتها لكلب، إذاً من أين جاء المجتمع المتأثر بالثقافة الإسلامية بفكرة أن الاهتمام بالحيوان رفاهية وتفاهة لا معنى لها واعتبار حياتها أقل أهمية من حياة البشر؟ لا أدري.

وجود الحيوانات مهم لتوازن الكون، ليس فقط الحيوانات وإنما الحشرات والنبات والفيروسات وكل مخلوق يعيش معنا. برأيي أن من يعاني من قسوة وجفاء ناحية البشر لن يهمه الحيوانات، وأن ادعاءه أنه يهتم بحياة البشر فقط غير صحيح.

 

أنا عن نفسي لا أستطيع أن أثق بشخص يعامل الحيوانات بعنف، فهذا دليل أنه إنسان عنيف وقد يفعل نفس الشيء مع البشر، وربما هذا المقياس هو الذي أقيس عليه وعي الشعوب.

 

فكما نرى أن الشعوب التي تهتم بالحيوانات هي الشعوب التي تحترم الإنسان، وهي الشعوب التي تحافظ على الحياة في هذه الأرض، ولذلك هي الشعوب التي تستحق أن تعيش حياة هانئة على هذه الأرض وتحت هذه السماء، فكما تعطي للحياة هي أيضا تعطيك.

هند الإرياني

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى