الحرية مراس شامل. ودائم. إذا أخطأناها يوماً، أو غفلنا عنها، أو تناسيناها، كسلاً، أو ترفاً، أو ضجراً، خسرناها. وقد يكون من الصعب استعادتها، أو تعويض ما فاتنا منها.
لهذا السبب بالذات، لا يمكن الحرية أن تُجتزأ. هي على غرار الهواء الذي، مهما تنشّقناه في الأمس، لا يُغني عن تنشّقه، الآن، وغداً، وبعد كل غد.
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
في العالم العربي، ثمة من يأخذ الحرية الى الخطر. الى الهاوية. كل سكوت عن هذا الأخذ، كل امتناع عن حماية هذه الحرية، ينطويان على تواطؤ، من شأنه أن يجعل بلداننا تنزلق الى الأتون.
في العالم العربي، ثمة في المقابل من لا يزال يمشي صوب حريته، مؤمنا بها، مطالباً باستعادتها، في مشوار يستدعي إنجازه الكثير الكثير من التضحيات والآلام، كما يتطلب دفع أثمان مضاعفة.
ذلك أن الانقطاع العربي عن هذه الحرية، حصل قسراً وبالقوة، الأمر الذي يجعل شمسها تشرق من جديد، عملاً بطولياً، بل أعجوبياً بامتياز.
هذه هي الحرية التي نحتاج، والتي ينبغي لها أن تؤوي كل شيء، ولا تستثني شيئاً في السياسة، في الاجتماع، في الدين، في الثقافة، في الفكر، في الأدب، في الفن. وفي الحياة كلّها.
تلك هي الحرية التي نستحق: حرية لا تمالئ. لا تهادن. لا تداهن. لا تنام على حرير. لا تترفّه. ولا تنقلب على نفسها. بل تكشف الأغطية. وتقسو. وتسهر على قمرها ليبقى مشتعلاً حتى طلوع الضوء.
تلك هي الحرية التي نحتاج ونستحق.
كل عام وأنتم بألف خير.
جمانة حداد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك