أن نعيش، يعني أن نتقبّل ما نحن عليه. لكنه يعني أيضاً القدرة على تقبّل التغيير. ولعلّ هذا هو أحد الأسباب الذي يدفعني دوماً إلى توضيح آرائي، مع إفساح المجال لبعض النقد الذاتي، وهامش من التنويع. فالتغيير حق من حقوقنا كبشر
وهو ليس مرادفاً لعدم الثبات على مبدأ معيّن، كما يحلو لبعض الأشخاص الصارمين التفكير، بل على العكس تماماً: التغيير يعني أن نسمح للكون بالتغلغل فينا، فيشقّ بأمواجه درب عقولنا وأرواحنا. جلّ ما أكرهه هو أن أبقى على ما أنا عليه خلال عشر سنين من الآن، أو خلال خمس سنوات، أو حتى خلال سنة واحدة فقط. أحياناً، أتساءل: ألا يملّ الأشخاص الجامدون، من أنفسهم؟ ألا يسأمون أبداً من تكرار الكلمات والأفكار والمفاهيم عينها؟
لا أقصد القول إنّ المزاجية والتقلّب يجب أن يكونا ميزتين من ميزاتنا، كما إنني لا أدافع، على وجه التأكيد، عن السلوك المتقلّب الذي لا يُعوَّل عليه. كلّ ما أقوله هو: دعونا نسترخي قليلاً، فلا نحمّل الأمور جديةً لا تستحقها. فلنكن منفتحين دوماً على احتمالات أخرى. فلنسمح لتيّار الأفكار الجديدة بأن يجرفنا في بعض الأحيان.
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
شخصياً، أريد أن أشرّع أبوابي للكون، أن أفسح له كي يتسلّل إلى كلّ طيّة من طيّات روحي، ليبعث فيها شيئًا من تنوّعه وتوهّجه وكثافته واختلافاته. أريد أن أفكّر، أن أغوص في الآخر، أن أقدر على الأخذ والردّ، أن أتعلّم، فكلّ مَن وما يحيط بي مشروع معلِّم. كلّ مَن وما يحيط بي يخبرني سرًّا، يهمس في أذني رسالةً ما، ويمدّني بالوحي وبالقدرة على أن أتجدّد وأتوالد من نفسي.
أريد أن أكون إسفنجة تمتصّ ما حولها، حتى ولو عنى ذلك أن أمتصّ في الآن نفسه الأوساخ. فأنا أعرف أنّني أستطيع تكريرها من شوائبها، أو لفظها متى شئتُ.
وأنا أعرف، خصوصاً، أن الجمود هو نقيض العيش بامتياز!
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك