مدونة اليوم

هند الإرياني:"الخدامة ومارك وجماعة بوكيمون"

نشرت في:

يحكي لي أحد الأصدقاء أن زميله رجع من إجازة الصيف في سيرلانكا، وكان يتحدث بإعجاب عن البلد قائلا" بلد الخدم عندن كهربا"! فقام صديقي بالرد عليه وعلى عنصريته وحاول أن يشرح له أن مهنة عاملات المنزل ليست بالعار هذا أولا، ثانيا ليس كل الشعب السيرلانكي يعمل في خدمة المنازل وأن هذه بلد فيها حضارة وثقافة وعليه أن يوسع من مداركه ويترك العنصرية.

المدونة اليمنية هند الإرياني
إعلان

ما قاله لي صديقي ذكرني بقصة حدثت قبل فترة عندما رأينا إعلامية تعرض فيديو عبر تطبيق التواصل الاجتماعي، سناب شات، وهي تختار عاملة المنزل المناسبة من بين عدد من العاملات وكانت تعلق قائلة " أنا ضعت مش عارفه مين اختار.. ما عليكم بالأناقة أنا بزبطها" وكأنها تختار فستاناً للسهرة مثلا. وموقف حدث قبل أيام لإعلامية أخرى في حفل لعرض الأزياء وهي تصور في برنامج الإنستغرام مجموعة من الحضور الآسيويين وتقول "يا جماعة يبدوا أن كل الحضور من جماعة بوكيمون".

هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.

فيس بوك اضغط هنا

مجتمعاتنا لم تعلمنا الكثير عن العنصرية، ما أتذكره في المدرسة أننا قرأنا فقط عن قصة بلال بن رباح وأن لا فرق بين عربي وأعجمي في الإسلام، ولكن هذا يعني أن الشخص غير المسلم ليس منا وأننا أفضل منه، أي أن العنصرية في هذا الجانب كانت مقبولة، وفكرة أننا جميعا متساوون ليست موجودة، حتى من أصحاب الدين الواحد فمجتمعنا اليمني مثلا يعتبر أن أصحاب مهن معينة مثل الحلاقة والجزارة مهن مهينة ويجب عدم الزواج منهم، حتى لا تختلط الأنساب.

 

هذا بالإضافة للنظرة السيئة عن أصحاب البشرة السوداء، ومن المواقف المضحكة عند كتابتي عن هذا الموضوع كان السؤال الذي تردد كثيرا هو "هل تقبلين الزواج من أسود؟" وكانت إجابتي "نعم ولم لا!" فانهالت علي رسائل طلب الزواج وكأن لسان حالهم يقول "طالما هذه المرأة تقبل بأصحاب البشرة السوداء؛ فبالتأكيد ستقبل بي حتى لو كنت عاطلا عن العمل"..

 

ووصلتني رسالة مضحكة تقول" أنا مش أسود ومستعد أتزوجك"، كانت التعليقات مضحكة وتدل على مدى الجهل الذي نعيشه، هذا غير الاعتقاد بأن صاحب البشرة السوداء "ربنا ابتلاه" وعليه أن يصبر!

 

ورأينا كيف أن أغلب ما كتبه العرب تعليقا على زواج الملياردير مالك موقع الفيسبوك كانت تقول "مالقى إلا هذه الخدامة" يقصدون بأنها آسيوية.

 

لا أستغرب من عنصرية العامة، ربما ظروف المجتمع حولهم لم تثقفهم بما فيه الكفاية، ولكن أستغرب من عنصرية المثقفين من صفوة الناس من الذين سافروا حول العالم، فمن يسافر حول العالم يعلم أن كل الشعوب تتشابه، وأن التنوع في اللون والأديان والأشكال يزيد عالمنا جمالا وأن علينا أن نضع من أنفسنا مكان الآخر ونفكر كثيرا قبل أن نصف الآخر بأي كلمة قد تكون جارحة ولو كانت "بوكيمون".

هند الإرياني

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى