إذا كنت تتضامن مع ضحايا التطهير العرقي في بورما باسم الإسلام، فضميرك معطوب. إذا كنت تتعاطف مع الضحايا فقط لأنهم مسلمون سنة، فعلى هذا أن يسائل ضميرك الإنساني.
حين نتضامن مع الضحايا باسم الدين، فنحن نحرمهم من تضامن إنساني واسع عبر العالم. نحن نضيق التضامن معهم في الانتماء الديني لا غير. علما أن البحث الموضوعي عن الحقيقة يثبت لنا أن الواقع في بورما لا علاقة له بالدين. حسب مختلف التقارير الدولية، يتعلق الأمر بتطهير عرقي، مدان طبعا وبشكل كبير، لكنه ليس دينيا.
كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.
فيس بوك اضغط هنا
طيب... ماذا لو كان الضحايا ملحدين؟ ماذا لو كانو شيعة؟ ماذا لو كانوا بوذيين؟ ماذا لو كانوا مسيحيين؟
ألا يستحقون تضامننا الإنساني؟
أن تكون إنسانا... معناه أن تتضامن مع ضحايا الهمجية في فرنسا، في لبنان، في فلسطين، في بورما، في نيجيريا، في تونس، في فنلندا، في اسبانيا، في اليمن، في سوريا...
التضامن إما أن يكون إنسانيا، أو لا يكون.
بنفس الشكل، فالتطهير العرقي مرفوض إنسانيا سواء كانت الضحية من نفس انتمائنا العرقي أو لا... حين تضطهد أغلبية عربية أو مسلمة أقلية عرقية أو دينية أخرى، علينا أن ننتفض أيضا. وللتاريخ القديم والمعاصر في ذلك قصص وتفاصيل وروايات. فهل لدينا القدرة على الاعتراف بها والتنديد بها؟
تعرفون لماذا؟ لأن القاسم المشترك هو الإنسان فينا... خارج الدين وخارج العرق وخارج القومية.
أم أننا سننتصر دائما للعرق والدين فقط، ضدا في الإنسانية؟ سننصر من يشبهنا حتى وهو ظالم؟
عربي، كردي، أمازيغي، هندي، بوذي، شيعي، يهودي، آرمن، سني... نحن لم نختر هذه التصنيفات... ولدنا ففرضت علينا... لكننا نستطيع أن نغلب الإنسان فينا لنعلن كل لغات التضامن مع كل ضحايا الهمجية. باسم الإنسانية ولا شيء آخر...
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك