مدونة اليوم

جمانة حداد: "شكراً"

نشرت في:

لن أتحدث اليوم عن هول المشكلات التي نعيشها يومياً في لبنان، فقد تعبتُ حتى من تعبي مما يحدث.

مونت كارلو الدولية
إعلان

بدلا من ذلك، أود أن أقدّم اعترافاً بالجميل حيال جميع من توالوا على تعليمي وتثقيفي، على مقاعد الدراسة كما في الحياة. المحبّون والكارهون على السواء.  أولئك الذين تعلّمتُ منهم أو غصباً عنهم. لا أزال أحتفظ بهم في ذاكرتي فرداً فرداً، وأكنّ لهم الامتنان بسبب الدروس الجميلة أو المؤلمة التي تعلمتها بفضلهم.

لكن الحقيقة هي أن معلّمي الأول والأبرز كان وسوف يظل الكتاب. فقد تعلمت الأدب وعشقته من القراءة الدؤوبة، وأيضاً تعلمت الحلم والسفر والأمل والحب. هذا ليس إنكاراً لدور كبير اضطلع به من تعلّمتُ عليهم، بقدر ما هو تركيز على الجو الذي نشأتُ فيه، وعلى الهواية التي كانت دارجة في بيتي الوالدي.

شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".

فيس بوك اضغط هنا

كنتُ أقرأ بسبب اللذة التي كانت تغمرني بها الكتب، وأيضاً ليقيني أن القراءة هي الحل الوحيد لإمكان عيشي حياتات لم تكن متاحة لي بسبب الظروف الصعبة التي نشأت في كنفها. وإذا كنتُ مدينة لأحد أكثر من غيره، فلوالدي الذي مكّنتني مكتبته الكبرى من أن أغرف من هذا المعين الذي لا ينضب. فأنا حتى اليوم أقرأ مثلما أتنفس. وربما أموت يوماً لو امتنعت عن القراءة.

أذكر أني مرارا شعرت بالحنق في طفولتي لأن والدي كان يفتح كتابه ما إن يعود من العمل، بدلا من الجلوس معنا والتحدث إلينا.

الآن، بعدما اختبرتُ لسنين تأفف ابنيّ حيالي للسبب نفسه، حان الوقت لكي أشكر أبي – عميقاً - على ما فعل. تجاهله الظاهري لي على حساب الكتاب أنقذ، أكثر من مرة، حياتي.

 

 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية