عندما تكون الأسطح التي نرى من خلالها محدبة أو مقعرة من الطبيعي أن لانرى الاشياء على حقيقتها..فما بالكم عندما نحيط أنفسنا بفقاعة ونسمح بنفس الوقت لمن يحكمنا سياسيا واقتصاديا أن يضعنا بقفاعة ثانية وثالثة فوقها، فينكسر المشهد مرتين أو ثلاث قبل أن يصل الى حواسنا المضللة، هذا إذا وصل!
يحكى أن شعوبا من البشر تتدعي صفات مشتركة عاشت على بقعة كبيرة من الأرض من محيط بلع قارة الى خليج له أكثر من تسمية ...
عاشت هذه الشعوب ردحاً من الزمان وحدةً هشة في الخُطب وفي كتب بعض السياسيين والشعراء ممن تغنوا بفقاعة سموها في المناهج الوحدة العربية...
وأحاطوا فيها الناس والأطفال من خلال الإعلام والكتب المدرسية!
فقاعة مضلعة كثيرة الانكسارات وهمية!
حجبت عن أعين الناس التحالفات الخارجية السرية وخطط التقسيم الداخلية التي انتهجها كل نظام بمعاونة حلفائه من (القوى العظمى) وذلك تحت شعار التحرر أو الانغلاق كلاهما سيان ما دام الهدف غير المعلن هو السيطرة والمعلن أن تعيش بأمان -الى حين - في فقاعتك أو فقاعاتك المركبة الآمنة المحمية!
تلك الفقاعات التي تعطيك هوية أو مكانة معينة
فقاعة أنت أولا... لقمة العيش! مستقبل الأولاد !
فقاعة الطبقة الاجتماعية والاقتصادية!
فقاعة ما نريد مقابل ما نحتاج!
فقاعة اذا مش معنا انت ضدنا!
فقاعة دكاكين الأحزاب!
فقاعة مجالس الشورى البصيمة!
فقاعة أعلى بناء في مكان ما، أو في مكان آخر المشاريع التنموية الوهمية على حد سواء!
فقاعة الأقلية !!! أو المواطنين من الدرجة الثانية وشعور الضحية !!!
فقاعة نادي أصحاب الألقاب وأو الحسابات البنكية !!
حتى
فقاعة ملكي وللا برشلوني!
طبقات من الفقاعات المضللة التي تحجب الرؤية الحقيقية عن واقع مرير لمجتمعات بلا حرية وبلا عدالة اجتماعية، مجتمعات طبقية تهجو من يهجو ولي نعمتها الذي يعيش على عبوديتها وخوفها.
مع أن الفقاعة جسم هش وسهل التخلص منه الا أنها تمثل ملاذاً ولو مؤقتاً.
من منا يملك الجرأة على التخلص منها؟
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك