مدونة اليوم

غادة عبد العال: "أحضنوا الحاجة بضمير"

نشرت في:

لم يكن الشاعر مصطفى ابراهيم و هو يصيغ كلمات قصيدته الشهيرة التي يقول مطلعها: “لو كنت بس ساعتها عارف إن دي المرة الأخيرة .. مية مية كانت هتفرق في الوداع" و تقول آخر أبياتها:”:”أحضنوا الحاجة بضمير .. ده اللي فاضل مش كتير" يعرف أن كلماته ستثير الوجع في كل هذه النواحي الحياتية و كل هذه المآسي الإغريقية المتواجدة دائما و أبدا في منطقتنا المسلية المليئة بالمغامرات و الإثارة و المتعة.

مونت كارلو الدولية
إعلان

و بينما القصيدة كانت بتتكلم عن مواقف إنسانية عديدة , لكن يمكن تطبيقها كمان على بديهيات حياتية كتيرة بتختفي من حياتنا كل يوم , هي بديهيات لغيرنا طبعا و لكن في منطقتنا ممكن تصحي في يوم تلاقي البديهيات الإنسانية دي راحت في خبر كان.

من بديهيات الحريات الإنسانية على سبيل المثال, حرية الشخص في اختيار ملبسه في حدود المتعارف عليه في المجتمع و لكن بينما يعتبر ذلك حق بديهي لكل إنسان  في دول العالم المتقدم, أو الطبيعي يعني , هنا ممكن تنام في يوم و تصحى في التاني تلاقي نفسك مفروض عليك زي معين, شادور بأه, نقاب, عباية سودة, أهو أي تعسيفة و خلاص.

في دول العالم الطبيعي أيضا تجد الحكومة ملتزمة برفع درجة الوعي و التعليم لعامة  الشعب , أما هنا فتصرح بعض الحكومات أن تعلم اللغات هو مجرد أكسيسوري ليس له فائدة, بل إنه كمان بيساهم في ضياع الهوية و هو الشيء اللي يزعلنا جدا جدا إلا إذا كان معاك فلوس, ساعتها اتعلم لغات براحتك يا عم, أما هويتك فما تلزمناش في حاجة.

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

فيس بوك اضغط هنا

في دول العالم اللي مفهوم فيها إن الحكومات بتشتغل -أستغفر الله العظيم- عند الشعب, بيحاول المسئولين إنهم يخففوا الأعباء عن المواطن, بينما هنا في منطقتنا العظيمة بيعتبر المواطن هو المصدر الأول لدخل البلد و بالتالي المسئول الأول عن توفير سيولة كافية لتزويد مرتبات أعضاء الحكومة كل 3 شهور أو بمجرد تسليك فلوس كافية من المواطن, أيهما أقرب.

و لهذا كله و لأسباب غيره كتير, ما ينفعش أبدا في منطقتنا العربية الشرق أوسطية إننا نأخذ الأشياء كحاجات مسلم بيها , إذ إن ممكن جدا بكره الصبح مثلا يصدر قانون بمنع لبس الأحذية, شوف انت ماشي بالجزمة عادي ازاي؟ (بكل مافي الكلمة من معاني يعني) ممكن بكره الصبح تعوزها و ما تطولهاش.

 
إنت مثلا بتسرح شعرك كل يوم بتلقائية كده, ممكن في يوم تلاقي وجود شعرك فوق راسك أصلا جريمة تستوجب محاكمتك و تغريمك.

 إنتي مثلا بيهفك الشوق أحيانا و تحبي تعذبي نفسك لأنك سادية و تقرري تعملي محشي, بينما احنا على مشارف تنفيذ قانون يمنع زراعة الأرز, فممكن تلاقيكي فجأة لابسة قضية و تحول أوراقك للمفتي بسبب طبق محشي كرنب!

مافيش حاجة مضمونة  يا جماعة, كل شيء في لحظة ممكن يتغير و كل شيء في ثانية ممكن يضيع, فاحضنوا الحاجة بضمير ..  أحضنوا الحاجة بضمير, ده اللي فاضل مش كتير.

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى