انتشر على وسائل التواصل الاجتماعية فيديو لأب يمني يستنطق ابنته ذات العشر سنوات، والتي يظهر على وجهها آثار الضرب الجسيم، ويجعلها تقول بأنها مارست الزنا قبل أن يقتلها. قد تستغرب كيف يحق لأب قتل ابنته بهذه البساطة ولا يخاف العقوبة، ولكن لو علمت ماذا يقول قانون العقوبات في اليمن لفهمت السبب.
المحامي اليمني موسى النمراني ساعدنا في فهم ما يجري عن طريق نشره لمادتين من قانون العقوبات اليمني، تقول المادة 232:
إذا قتل الرجل زوجته هي ومن يزني بها حال تلبسهما بالزنا أو اعتدى عليها اعتداء أفضى لموتها أو عاهة، فلا قصاص في ذلك وإنما يعزر الزوج بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة، ويسري ذات الحكم على من فاجأ إحدى أصوله أو فروعه أو اخواته متلبسة بجريمة الزنا.
وتقول المادة 233: إذا اعتدى الأصل على فرعه بالقتل أو الجرح فلا قصاص، وإنما يحكم بالدية أو الأرش، ويجوز تعزير الجاني في هذه الحالة بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات، أو بالغرامة في القتل وبالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر.
قانون ظالم يبرر للرجل قتل من يشاء من النساء والفتيات طالما وأنهن من أصوله. هذا القانون موجود في زماننا هذا وهناك نسبة كبيرة من الرجال الذين يؤيدون هذا القانون الذي يعامل الرجل ككائن متسلط أعلى مرتبة من المرأة، قادر على فعل ما يريد ولا يعاقبه أحد.
بينما هناك قانون يجعلك تشعر بالاحباط بأن المجتمع لازال يعيش في العصور المظلمة، هناك أيضا جانب مضيء يوجد فيه شباب وفتيات من اليمن من جيل مختلف منفتح على العالم وأكثر ثقافة ويرى مدى الظلم الموجود في هذا القانون.
إنه جيل "النسوية" وهو يمثل مجموعة من الشباب والفتيات يدخلون لصفحات التواصل الاجتماعية بأسماء وهمية خوفا من المجتمع، ولكنهم قاموا بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعية تدعم النسوية وتقوم بتوعية العامة عن الحقوق المهدرة للمرأة. صحيح بأنهم يتعرضون للهجوم والتشكيك بنواياهم ولكنهم مستمرون بكل نشاط وأمل.
من ضمن من يقوم بهذه الأنشطة فتاة مقيمة في صنعاء اسمها هيفاء عبد الواحد، تكتب يوميا منادية بالحقوق الأساسية التي لازالت مستنكرة في مجتمع متأخر.
قد يأتيها أحيانا شعور بالاحباط والغربة في مجتمع يختلف تماما عن أفكارها، ولكنها لا تتوقف ولديها طموح وتفاؤل بأنها ستستطيع أن تقوم بتغيير ما في هذا المجتمع.
هيفاء وغيرها من الفتيات النسويات والشباب المؤيدين للنسوية هم الأمل لمجتمع عادل متوازن تعامل فيه المرأة كإنسان مساو للرجل.
هند الإرياني
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك