"الهبيط" معرض صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود لمحمد الرومي في غاليري أوروبيا في باريس
نشرت في:
استمع
أمضى محمد الرومي في "الهبيط" عشرة من بين أجمل سنوات حياته من 1980 و1990 في بيت يطل على دمشق تحول شيئا فشيئا إلى مكان ارتاده الكثيرون من المثقفين والزوار الذين كانوا يدخلونه من بابه المفتوح يمضون فيه يومين أو ثلاثة ويتركون بطاقة شكر قبل مغادرتهم.
يتعايش في منطقة"الهبيط" موزاييك من الأقليات كالشركسيين والأكراد والفلسطينيين المهاجرين تربطهم علاقات إنسانية حميمة ويجمعهم التمرد على أي شكل من أشكال النظام الذي يعتبرونه معاديا لهم.
عاد محمد الرومي إلى "الهبيط" قبل سنتين ونصف ليصورها ويصور ناسها الذين بقي على علاقة بعدد منهم والذين عرف البعض منهم أطفالا وقد شعر مع تغير العلاقات الاجتماعية اليوم أنه فقد شيئا مهما جدا ولهذا كان لا بد من العمل على بورتريه للمكان وناسه الذين يحبهم فاستقبلوه استقبال العائد إلى بلده وبشكل حميمي وأمضى النهار يزرهم بيتا بيتا ويصورهم ناقلا لمشاهدي العرض التوازن بين الروح الداخلية للناس والمكان.
بدأ محمد الرومي فنانا تشكيليا قبل أن ينتقل إلى التصوير بالصدفة، فكونه يساريا طرد من التعليم وبحث عن عمل آخر فوجد ضالته في البعثات الأثرية كونها غير خاضعة لسلطة النظام الذي كان موجودا، فاشتغل في التصوير في أماكن التنقيب عن الآثار في سوريا مما فتح له آفاقا جديدة ودفعه للاهتمام بثقافته لأنه عاد إلى المنطقة التي أمضى فيها طفولته وهي حوض الفرات وهو المكان الذي اكتشف فيه أقدم بيت بناه الإنسان .
من المتوقع أن يكون لمعرض محمد الرومي القادم لهذه المنطقة لارتباط الناس فيها بأرضهم ولأنهم يلخصون حضارة عمرها آلاف السنين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك