خالد ابو النجا، الالتزام وحدس الفنان ولغة المشاعر

كان خالد أبو النجا أحد المتحدثين في نقاشات المجموعات في هذا المؤتمر وأكد في مداخلته على وحدة طموح الشباب العربي وقال إنه لا بد من إعطاء رسالة أمل الى كل المدافعين عن حقوق الانسان الذين يتم اعتقالهم أو قتلهم أو إخفاءهم القسري، وإنه يجب وضع الحكومات المعنية بهذه الممارسات القمعية أمام المسؤولية وإن السياسات التي تحث على الخوف ستندثر كما اندثرت موجة الإرهاب بعد الثورة الفرنسية، وأكد أنه يجب عدم نسيان البوصلة الأهم وهي ما طالب به شباب الربيع العربي من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.

الحيز الأكبر من اللقاء كان للمشاريع والمحطات الفنية المهمة في حياة خالد ابو النجا الممثل والمخرج والمنتج الذي حصل على جوائز مرموقة في المهرجانات السينمائية المصرية والعربية والعالمية. وتوقفت علياء قديح معه عند المسرحية الغنائية "أوليفر تويست" التي كان قد قدمها في بداياته في القاهرة ثم تبناها عام ٢٠١٥ كمشروع باللغة العربية وفي مجتمع عربي ليقدمها أطفال سوريون لاجئون في المخيمات الأردنية كونها مسرحية تحمل أبرز معاني حقوق الطفل، هذا مع العلم أنه عين سفيرا للنوايا الحسنة لدى اليونيسف عام ٢٠٠٧.

وفي سؤال حول أهمية الموسيقى في الأفلام التي مثل فيها وأنتجها قال خالد ابو النجا إن الموسيقى هي مفتاح الفيلم وتحدد اتجاهه، وعن أدواره قال إنه كان محظوظا جدا أنه اشتغل مع مخرجين مختلفين مثل أحمد عبد الله (هيليوبوليس، ميكروفون، ديكور) وأيتن أمين (فيللا ٦٩) ومحمد خان (بنات وسط البلد، في شقة مصر الجديدة) وداوود عبد السيد (مواطن ومخبر وحرامي، قدرات غير عادية) وغيرهم. فالجيل الجديد من السينمائيين أخرج الأفلام من الخانات وكسر حواجز تراتبية معينة، وقال إنه كان لديه الحظ في قراءة عدة سيناريوهات لداوود عبد السيد الذي يستمتع بكتاباته ويعتبرها أعمالا أدبية تحمل تراكما حسيا كبيرا.

تكلم عن أدواره في أفلام عربية غير مصرية كفيلم المخرجة الفلسطينية نجوى النجار "عيون الحرامية" حيث قام بدور فدائي فلسطيني وحصل بفضله على جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي عام ٢٠١٥، وفيلم المخرج الإماراتي علي مصطفى "من ألف الى باء" حيث قام بدور ضابط سوري وقد تمرّن على اللهجتين الفلسطينية والسورية وقال إن ما هو مهم هي لغة المشاعر.

أما عن الافلام التسجيلية القصيرة التي مثل فيها مؤخراً فلا بد من ذكر دوره في فيلم الكرتون "بائع البطاطا المجهول" للمخرج أحمد رشدي عام ٢٠١٧ حول قصة الطفل بائع البطاطا الذي قتل في ميدان التحرير، وكان الفيلم مبرمجا في مهرجان دبي السينمائي وسحب منه من دون ذكر السبب ولم يقبل عرضه في مصر غير أن هذا لم يمنع الفيلم من المشاركة في مهرجان ميامي والحصول على جائزة ومن المنتظر أن يشارك في مهرجانات أخرى.

ومن أعماله الإنتاجية لا بد من ذكر فيلم تسجيلي عام ٢٠١٤عرض في عدة مهرجانات حول مسرحية "بصي مونولوج/اللي بيحكي مش بيموت" التي يعتبرها من أهم ما رأى في مسرح الحكي في مصر، وهي رسائل حقيقية عن التحرش الجنسي والعنف ضد النساء وأسئلة الجندر وقد بدأت على المسرح عام ٢٠٠٥ قبل أن يدخل في مشروع التوثيق السينمائي للمسرحية عام ٢٠١٠ ولا تزال الفرقة تقدم اليوم عروضها داخل وخارج مصر.

كما نظم خالد ابو النجا مؤخراً على مسرح في سان فرنسيسكو عرضا قدمه ممثلون مصريون لنصوص من مشروع تخرج الطالب المصري آدم شرف الصايغ حول حملة قمع المثليين في مصر عام ٢٠٠١، فكتب عن ثلاثة شبان كانوا من بين الذين تم توقيفهم أثناء السهر في مركبة "كووين بوت" على النيل والحكم على العديد منهم. ويقول خالد أبو النجا إن وجود عمل مسرحي يوثق لهذا مهم جدا وهو يعتبر أن هذا من أهم الأعمال التي تكلّمت عمّا يمر به هذا الجيل في مصر من ظلم، ليس فقط على صعيد قضية المثليين وإنما على الصعيد العام أن هذا الظلم يخلق حالة من رد الفعل يجعلهم ناشطين.

انتقل الفنان خالد أبو النجا في السنوات الأخير الى التمثيل في مسلسلات عالمية مثل المسلسل الأمريكي Tyrant عام ٢٠١٦، والمسلسل الكندي الإيرلندي الأكثر مشاهدة في العالم Vikings عام ٢٠١٧، والمسلسل الانكليزي The last post عام ٢٠١٨. ومن مشاريعه الأخيرة مسلسل Messiah الذي سيكون على نتفليكس وهو عن شخص في الشرق الأوسط يدّعي أنه المسيح في الزمن الحالي ووسط أجواء الأزمة السورية، ويظهر خالد ابو النجا في آخر الموسم الأول ويكون له الدور الأساسي في الموسم الثاني من المسلسل.