ظهرت خلال الثورات العربية فرق مسرحية مستقلة مختلفة تماماً عن الصورة النمطية التي اعتاد عليها الجمهور لتنقل فكرها ورؤيتها لشعوب متعطشة للتعاطي والتواصل مع مسرحٍ حر لا يستخف بعقولهم ولا يتعالى عليهم. برنامج "حياة وناس" يستضيف المخرج المسرحي الأردني نبيل الخطيب والممثلة المصرية دنيا مسعود لمناقشة واقع المسرح العربي وهوامش حريته.
إعلان
اعتمد المسرح العربي في بداياته على النصوص الأدبية العالمية بحسب ما سرده نبيل الخطيب الذي أكد أن أجمل سنوات المسرح كانت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عندما ظهرت نصوصٌ عربية ترتقي إلى المستويات العالمية وفي نفس الوقت تلائم تطلعات الجمهور. وفي فتراتٍ لاحقة انتشرت ثقافة المسرحيات الهزلية والتجارية التي ترجمت رداءة المادة المقدمة للجمهور. رداءةٌ يراها نبيل الخطيب مفتعلة ومقصودة وهو ما توافقه عليه دنيا مسعود التي أوضحت بأن المسرح الحر جاء ليعلن ثورة عمرها عشر سنوات على الثقافة السائدة وعلى الأنظمة القامعة والرقابات الوائدة للحريات. إلا أن المشكلة تعقدت مع مرور الوقت على حد تعبير دنيا مسعود التي شرحت معاناة شباب المسرح الحر والفنون المستقلة. فمن ناحية تتطلب حريتهم أن يستقلوا عن الجهات الممولة والمانحة سواء كانت مستقلة، حكومية، أو حتى عالمية. ومن ناحية أخرى، المشاكل المادية تحد من طموحات المسرحي وتكون النتيجة في بعض الأحيان عمل فقير لا يقنع الجمهور حتى وإن كانت فكرته مبدعة كما تقول دنيا مسعود.
قد تتمحور أسباب الفجوة بين المسرح والجمهور في العالم العربي، بحسب نبيل الخطيب، في مشاكل البنية التحتية وعدم توافر عدد كافي من قاعات العرض المتاحة في جميع المدن والقرى حتى المهمشة منها. لذا من املهم زيادة عدد المهرجانات المسرحية خاصة مهرجانات المؤسسات التربوية لانها تتيح الفرصة أمام الجمهور للاقتراب أكثر من الإبداعات الشابة والاعتياد على خطاب جديد راقي مختلف عن الثقافة السائدة ومواكب لمتطلبات المجتمع على حد تعبير نبيل الخطيب الذي يؤكد أن حرية المسرحي لا تعطى له بل ينتزعها انتزاعاً.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك