الفيلم الوثائقي "لبنان - سنوات الضوء": في بروكسل استعادة لذاكرة الزمن الجميل

 

ما لفتني اليوم في بروكسل هو الحضور اللبناني والعربي والبلجيكي. كان هناك عدد كبير من البلجيكيين والتفاعل كان مهما وبعد العرض كان هناك ندوة صغيرة وكان هناك الكثير من التعليقات والآراء والأسئلة التي ليست من العرب أو اللبنانيين فق ولكن أيضاً من البلجيكيين الحاضرين والذين أعجبوا بلبنان في الفترة الذهبية والتي لم يعرفها كثر منهم. فسحر هذه الفترة وصل لهم من خلال الشاشة والصورة والكلمة والنغمة والخبر الذي يختصر ليالي زمان .هذا الإرث مهم جداً لأنه يمثل تاريخنا. يختصر تاريخ الأوطان بمدى الثقافة والحضارة والفن الراقي الذي قدمته ولهذا المسؤولية كبيرة واسأل نفسي حتى الآن إن كنت وفيت هذه المرحلة حقها أم لا".

 

 

 

كان الهدف من هذا الفيلم هو تعريف اللبنانيين بالدرجة الأولى والمواطنين البلجيكيين على لبنان الذي لم يعرفوه وعلى لبنان ما بين 1950 و1975 أي لبنان النشاط الثقافي وتعريف اللبنانيين بحقبة ليست بعيدة كثيراً ولكنها منسية وهناك الكثير ممن لا يعرفها وأصبحت هذه الحقبة جزءا من الخيال. أسسنا هذه الجمعية لأنه لدينا حلم بوصول لبنان إلى بلد يتمتع فيه المواطنين بحقوق ولبلد لا يكون فيه تفرقة ما بين الناس حسب المكان الذي ولد فيه أو لأي طائفة ينتمي. نطمح إلى بلد كلنا متساوين فيه وكلنا لديه الحق في المشاركة باختيار مستقبله، في بلد تعلمنا فيه كلمة التعايش ونسعى لتحويله إلى بلد يصبح فيه عيش مشترك وليس تعايش".

 

 

 

ما هو جميل هو أننا في كل مرة نفاجأ بشيء جديد مثلا في فرنسا كانت غالبية الجمهور لبنانية. في نيويورك وواشنطن كانت الأغلبية أيضاً لبنانية بينما في بروكسل كان هناك الكثير من البلجيكيين. ولهذا سعدت بان يتعرفوا على لبنان ليعرفوا بان لبنان ليس حربا ولا دمارا وهناك صور جميلة مثل بعلبك وكازينو لبنان والتلفزيون اللبناني وغيرها.. أهم سلاح هو الإعلام، يجب أن نستعمله وسلاحنا هو ثقافتنا وهو فننا ومن الواجب أن ننشره في كل العالم. أنا ولدت في بداية الحرب ولم استطع أن أعيش ذلك الزمن الجميل ولكن هذا الفيلم أعادني إلى تلك الفترة وأتمنى أن يراه الجيل الجديد وان يكون على وقتهم في المستقبل زمناً جميلا آخراً".

 

 

 

النظرة السريعة والتقييم السريع هي أني تأثرت كثيرا بهذا الفيلم ودمعت عيني خاصة في أول فقرة منه حول بعلبك لآن أصولي من بعلبك. وهو فيلم رائع جداً لأنه يسلط الضوء على حقبة اعتقد انه حتى من عاشها قد نسيها بسبب تراكم الأحداث السيئة في لبنان فهذا الفيلم يأتي اليوم في مكانه وفي وقت يحتاج فيه اللبنانيون إلى زخم والى إعادة تفكير بماضي يمكن أن نرجع إليه ومن الممكن أن نصنع أفضل منه وخاصة في مجتمع أوروبي. هذا الفيلم ليس بكاء على الأطلال وإنما هو صرخة في وجه الغرب والدليل هذا الفيلم . نحن في تحد مستمر عندما نقول أننا من الشرق الأوسط أو من لبنان بسبب الهجوم الإعلامي وهو لا يميز عادة ما بين كل هذه الظواهر التي تحدث وبهذا نحن نشعر بأننا سفراء كل يوم في هذه المنطقة من العالم".

 

 

 

الفيلم مميز جداً وأعادني معه إلى شبابي. الفترة التي اختيرت في الفيلم كانت أفضل الفترات في العهد اللبناني كله وبعدها عشنا الحرب والمآسي كلها. وأكثر جزء اثر في كثيراً هو مهرجانات بعلبك وفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وكل رجال الفن اللبنانيين الذين عرفوا للعالم لبنان وما هو لبنان. ونحن نستقبل دائما الوفود اللبنانية والعربية الإعلامية والسياسية والفنية وزوار العاصمة البلجيكية. وأستطيع أن أؤكد من خلال تجربتي ان البلجيكيين أصبحوا يتذوقون المأكولات اللبنانية كما يحبها اللبنانيون كالهبرة النية والجوانح والكبة النية والبطرخ وغيرها من الطاولة اللبنانية".

 

 

يذكر أن هذا الفيلم سبق وعرض في كل من باريس و نيويورك وواشنطن حيث لاقى نجاحا كبيرا، وهو يتحدث عن المرحلة الذهبية في تاريخ لبنان من النواحي الثقافية والسياحية والفنية من خلال شهادات لكبار عاصروا تلك المرحلة وشاركوا في صنعها أمثال: مي عريضة، عبد الحليم كركلا، إلياس الرحباني، روميو لحود، نضال الأشقر، رفيق خوري، عادل مالك، كابي لطيف وغيرهم، إضافة إلى شهادتين للراحلين الكبيرين وديع الصافي وانسي الحاج . كما و يتضمن الفيلم مقتطفات ومشاهد وصورا نادرة من أرشيف الزمن الجميل ليشكل رحلة في ذاكرة أيام لا تنسى من تاريخ لبنان المضيء.