سهرات باريسية
باريس تودع محمود عزب رجل الحوار بين الأديان والحضارات: "الإنسانية واحدة"
نشرت في:
استمع
تستضيف كابي لطيف الدكتور أسامة خليل مدير مركز "سكرسيب لارماتن" في باريس بمناسبة رحيل مهندس الحوار بالأزهر الدكتور محمود عزب، مستشار الإمام الأكبر ومقرر بيت العائلة المصري في المركز في العاصمة باريس بحضور مجموعة من الشخصيات الثقافية العربية والفرنسية.
إعلان
غيابه يشكل فراغاً كبيراً على مستوى الحوار
لعب محمود عزب دوراً في الأوساط الطلابية في مختلف الجامعات والمعاهد في فرنسا وتشاد ونيجيريا والسنغال وغيرها. كما تميَّز بانفتاحه على المسيحيين وعلى الأقباط في مصر. لم يقتصر نشاطه في تنمية الحوار بين الأديان على مصر وحدها، فقد كان له تأثير كبير في فرنسا أيضاً، مما يجعل من غيابه يشكل فراغاً كبيراً على مستوى الحوار بين الأديان داخل وخارجها".
قلبه اتسع لكل الاديان
كان محمود عزب مؤسِّساً للحوار من خلال معرفته وحبه للشعر بشكل عام، وللشعر الصوفي بشكل خاص. وكان دائماً يذكر قصيدة لابن عربي يقول فيها بما معناه إن قلبه للكنيسة وللجامع والمعبد، كما يتسع إلى غيرها من الأديان. الشعر الصوفي يجمع بين مختلف الحضارات والأديان، لأن التصوّف هو الاجتماع بالآخر من الأعلى وليس من الأسفل. أي أن المرء يصل إلى أعلى ما في الأديان لكي تتحد مع بعضها عبر فكرة أن الإنسانية واحدة، وأن الجميع لهم المكان نفسه والحق نفسه في الوجود. هذا البعد الشعري الصوفي، إضافة إلى تمكنه من اللغة العربية ومعرفته للغة العبرية، جعله منفتحاً على الجميع، نساءً ورجالاً وأطفالاً، على الأصدقاء وعلى من لا يعرفهم، على الفقراء وعلى الأغنياء، مما سمح له أن يلعب دوراً بالغ الأهمية على صعيد الحوار الديني عندما أتى إلى مصر بدعوة من شيخ الأزهر".
رجل الحب والسلام
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ـ شيخ الأزهر ذكر في رحيل الدكتور محمود عزب، انه اهتم بفكرة "بيت العائلة" في العديد من محافظات مصر ليرتفع بالعمل من أجل العلاقات الوطنية بين المسلمين والأقباط في مصر. كما استطاع أن يؤسس لعلاقات إسلامية مسيحية دولية تقوم على رؤية جديدة ونطاق أرحب، وقاد حوار الأديان والحضارات عن الجانب المصري في روما وباريس وميونخ ومراكز دولية أخرى. كما نعاه مجلس كنائس مصر ووصفه برجل الحب والسلام نظرا لعطاءاته في مجال الحوار الديني. كما بعث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، رسالة تعزية إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأكد فيها أن وفاة محمود عزب، خسارة كبيرة ولا يوجد من الكلمات ما توفيه حقه نظرا للمجهود الضخم الذى قام به".
من هو الدكتور محمود عزب؟
بدا مشوار د. محمود عزب في تاسيس العمل الحواري بالأزهر عام 2010 حيث عين مستشاراً لشؤون حوار الأديان. ولد من إحدى قرى المنوفية تسمى "المقاطع"، تعلم في الكُتاب، ثم في الأزهر الشريف حتى مرحلة الليسانس، حيث درس اللغات السامية: لغات الكتاب المقدس، العبري، والآرامي، والسرياني، والحبشي. دراساته العليا تصب في اتجاه التعرف على الآخر، حيث كانت أطروحته لنيل درجة الدكتوراه عن لغات القرآن الكريم والكتاب المقدسة دراسة مقارنة. عقب عودته من فرنسا إثر انتهائه من نيل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1987، كلفه فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بمراجعة ترجمات معاني القرآن الكريم الفرنسية والعبرية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك