المنتج والإعلامي الفلسطيني ليث بزاري: التعريف بالموسيقى العربية في الغرب

الموسيقى العربية مظلومة في الغرب

عند وصولي إلى فرنسا اكتشفت أن الموسيقى العربية مظلومة. كان هناك لمسات خفيفة شكلت موجة جديدة حينها كالفنان رشيد طه كأغنية "يا رايح" والشاب خالد أيضا. بالطبع فيروز كانت معروفة جدا وشُبهت بماريا كالاس، لكن الأوروبيين لم يعرفوا فنانين عرب آخرين. لهذا أردت أن أخوض التجربة بهدف التعريف بالموسيقى العربية في الغرب. فكرت بمشروع يشبه اسطوانات "بودا بار" فجمعت اسطوانات للموسيقى العربية و قمت بمزج الأغاني و أصدرت اسطوانة بعنوان "CLUB ARABIA" أو "الملهى العربي" بالتعاون مع الشركة الأميركية العالمية AMI. لاقت نجاحا كبيرا في العالم و كانت أول البوم يظهر مزيج "ميكس" لألحان عربية في الغرب.

أدخلت ألحانا شرقية على ألأغنيات العالمية

في البداية كان هناك صعوبات، لكن عندما يتأقلم الشخص مع المحيط الذي يعيش فيه ويتفاعل مع ثقافة يشعر بأنه جزء منها، يستطيع بكل سهولة إيصال ثقافته إلى أي مكان في العالم، خاصة إذا كان مقتنعا بثقافته و هويته الشرقية. لهذا حاولت أن ادخل ألحانا شرقية على ألأغنيات العالمية. بعد ذلك بدأ الفنانون العالميون بالاهتمام بالأدوات الموسيقية الشرقية. اشعر اليوم بالفخر بما قمت به، لان نظرة الغرب لنا للأسف كانت سلبية، إذ كانوا يعتقدون أن الموسيقى العربية هي الموسيقى التقليدية فقط،. وأصبحوا على دراية بأن هناك موسيقى عربية متنوعة وانه بوجد فنانون عرب جديرين بالاهتمام.

وضعت حاجزا بيني وبين الخجل

الطفولة مهمة جدا، الأصدقاء و كيف كنا نكتشف العالم من حولنا كأطفال. كنا نذهب إلى قريتنا "برقة" قرية والدي، التي تبعد 12 كم عن مدينة نابلس. أتذكر الحقول الخضراء هناك، أتذكر حين كنا نمضي وقتنا في الطبيعة و كان هناك حيوانات كالماعز و الدجاج. أرى انه من المهم للطفل أن يكون على تواصل مع الطبيعة و لو حتى لسنة واحدة من حياته. لان الطبيعة هي مدرسة بحد ذاتها. في طفولتي كنت خجولاً فاضطررت أن أضع حاجزا بيني و بين الخجل . الحياة هي عبارة عن صراع بقاء و قد تكون قاسية في بعض الأحيان، لكننا نتغير مع مرور الزمن لأننا نتأقلم مع المحيط الذي نعيش فيه. إذ لا يمكن أن أمارس مهنتي والتقي بالمشاهير و أتعامل معهم إذا كنت خجولا.