بدون قناع

الفنانة سافو: "أنا يهودية، مغربية، فرنسية وأيضاً من سُكان الأرض"

نشرت في:

تستضيف كابي لطيف الفنانة والمؤلفة "سافو" في لقاء خاص لـ"مونت كارلو الدولية" بمناسبة الحفل الموسيقي الذي تحييه في صالة "نيو مورنينغ" في الثلاثين من تشرين الثاني-نوفمبر وصدور ديوانها الشعري "أبيض" الصادر بالفرنسية عن دار "برونو دوسيه" في باريس. عُرفت بدفاعها عن السلام وغنائها لأم كلثوم ومحمود درويش وهي بصدد تحضير معرض بعنوان "إصلاح".

الصورة من فيسبوك
إعلان

نشأت في التعددية الثقافية

"كوني ولدت في المغرب وسمعت كل هذه اللغات فهذا يعني حكما أني نشأت في التعددية الثقافية. ففي المغرب نسمع اللغة العربية والمغربية والاسبانية والأمازيغية وكذلك الانكليزية. لا ننسى الموسيقى المتعددة التي تربيت على أنغامها عبر الغناوة والأمازيغية والفلامنكو وغيرها. كانت مسيرتي رائعة وصعبة في الوقت نفسه لأني اضطررت إلى فرض أشياء مختلفة وجديدة، ولكنها كانت أيضاً مسيرة جميلة غنية بالمغامرات، إذ قمت بالعديد من الأشياء المختلفة وفي أماكن مختلفة من العالم منها أماكن حرب أيضاً. كان ذلك مؤثراً جداً، كما أتاح لي فرصة التعرُّف على أناس رائعين".

نحن دائما في طور التشكُّل وأجمل ما يمكن أن يحدث هو أن نلتقي بالآخرين وأن نصبح شيئاً آخراً

"هناك نوع من الالتزام الدائم الذي يسيطر عليّ، إذ أتيت من مكان شديد الذكورة حيث لا صوت فيه للفتيات، فاضطررت لمواجهة مختلف أنواع القمع المجاني منذ نعومة أظافري. بالطبع القمع موجود تجاه الفتيات، ولكن أيضاً القمع الطبقي والعنصرية اليومية، وهي أشياء لا أفهمها حتى الآن. أنا بالتأكيد يهودية، مغربية، فرنسية... الخ. ولكني أيضاً من سُكان الأرض وأعتبر أن جميعنا سُكان الأرض، بينما هناك من يسعى باستمرار إلى تقليص وجودنا إلى مجموعة من الهويات. كلُّ منا يأتي من مكان محدد وله حكاية، إلا أنه لا يمكن اختصارنا إلى هذه الحكاية، فنحن حكاية في طور التشكُّل باستمرار وأجمل ما يمكن أن يحدث معنا هو أن نلتقي بالآخرين وأن نصبح شيئاً آخراً".

الفن هو المكان الذي يتحقق فيه الإصلاح

"أحضِّر حالياً معرضاً بعنوان "إصلاح"، وأظن أني أمضيت حياتي كلها أحاول إصلاح أشياء لا يمكن إصلاحها، إلا أنها تنقصني الجرأة للاعتراف بذلك. حاولت إصلاح المسافة، الجرح، الصعوبة، الاختلاف... بما إني شخص متعدد الهويات، أقول لنفسي إن كل ذلك ليس إلاَّ سوء فهم، فأسعى باستمرار إلى إزالة سوء الفهم هذا. كما أعتقد أن الفن هو المكان الذي يتحقق فيه الإصلاح، الفن هو المكان حيث يمكننا خلق لقاء بين أشخاص قد يبدو لنا أنه لا يجمعهم شيء. في قاعة الحفلة، هناك أشخاص شديدي الاختلاف سياسياً مثلاً، وبشكل مفاجئ تجمعهم الموسيقى وتجعل منهم أخوة، يغنون سوية ويتنفسون سوية، أي أنهم يحبون بعضهم البعض في هذه اللحظة التي جمعتهم فيها الموسيقى".

الشعر هو العصيان التام على كل ما هو مكتوم

"يقول الشعر ما لا يُقال في هذا العالم، أي أن الشعر يقول ما لا يمكن الإمساك به. الكتابة والشعر تمرينان مختلفان تماماً، وإن كان الشخص نفسه الذي يقوم بالتمرينين، أي أن الأغنية فيها كتابة نص ضمن قواعد محددة خاصة بالتلحين، بينما الشعر هو مغامرة كتابة حرة تضع قواعدها الخاصة. الشعر هو العصيان التام على كل ما هو مكتوم".

الفنانة المغربية سافو
الفنانة المغربية سافو

سيرة ذاتية

سافو فنانة متعددة ولدت في مراكش في المغرب وتقيم في باريس. أصدرت 16 ألبوماً تضمنت أكثر من 200 أغنية. تغني بلغات عديدة ومنها العربية. تغني للمطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم والشاعر الفلسطيني محمود درويش والشيخات المغربيات وتدافع عن حقوق وقضايا الإنسان «سافو»، صدر لها عدد من الدواوين: «دفتر الأسابيع الـ14» (2004) و«قبل أن أرى» (2005) و«حرب الكلمات» (2009). وتحتفظ لها رفوف الخزائن والمكتبات العالمية بتسع روايات أهمّها «عنف ناعم» (1982) و«يفضلون القمر» (1987) و«كذبة» (1996) و«المندبة كبيرة والميّت فأر» (1999). أنجزت، أيضا، كتابا جماعيا بعنوان «شرق أوسط قريب».

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى