بدون قناع
وزير الثقافة اللبناني روني عريجي: "التكريم الحقيقي هو الحفاظ على تراث المبدعين"
نشرت في:
استمع
تستضيف كابي لطيف وزير الثقافة اللبناني روني عريجي في حلقة خاصة على هامش زيارته لباريس تحدث فيها عن دور الثقافة في مسار الشعوب وعن الخصوصية اللبنانية الثقافية وعن دور لبنان الحضاري، كما توقف عند رحيل الشحرورة صباح والشاعر الكبير سعيد عقل خاصة وانه كان الممثل الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية في وداعهما.
إعلان
قامتان كبيرتان فقدهما لبنان الفنانة صباح والفيلسوف والأديب سعيد عقل سيظل إرثهما موجوداً ويتابعه العالم أجيالا بعد أجيال
"مأتم الفنانة صباح يدل على أن الجمهور أعطاها حقها، وكذالك الدولة كانت موجودة، وكانت المراسيم مثلما أرادت في وصيتها إذ انها كانت راغبة بالذهاب إلى مثواها الأخير بفرح، مثلما عاشت جزا كبيرا من حياتها في فرح. وهكذا تعلم اللبنانيون أن يحولوا مناسبات الحزن إلى مناسبات فرح. في مأتم سعيد عقل أمثّل كذلك رئيس الحكومة اللبنانية وسيكون هناك وقار مناسب يماثل مكانة الرجل الأدبية".
الدولة اللبنانية كرمت المبدعين
"الدولة اللبنانية كرمت المبدعين وكلهم حازوا أعلى الأوسمة، وهناك شوارع بأسمائهم، وحين توفاهم الأجل كانت الدولة حاضرة. أنا ضد إقامة حفلات تقليدية فقط أريد أن نعمل أشياء تخلد هؤلاء لأجيال قادمة، فبعد ثلاثين سنة كيف يمكن للناس أن تتعرف على الفنانة صباح والمبدع سعيد عقل؟ نريد أن يكون تكريما حقيقيا، وليس حفلات تأبينية. نحن منكبّون على إيجاد الأطر المناسبة لإبراز هؤلاء المبدعين على أعلى مستوى. بعد فترة الحداد الرسمي سأتواصل مع رئيس بلدية بحمدون من اجل إقامة متحف للفنانة صباح، ونرى ماذا يمكن أن نقدم بهذا الشأن. إقامة المناسبات الظرفية مهم لتذكرنا بعطاء هؤلاء المبدعين، ولكن يبقى التكريم الحقيقي هو الحفاظ على تراث المبدعين بشكل دائم".
تكريم السيدة ماجدة في باريس هو تكريم للبنان كله
كانت "مونت كارلو الدولية" التقت الوزير روني عريجي بمناسبة زيارته للعاصمة الفرنسية حيث شارك الجالية اللبنانية في احتفالات عيد الاستقلال، كما واكب تقليد الفنانة ماجدة الرومي جائزة المنظمة العالمية للفرنكوفونية في العاصمة الفرنسية:" رئيس منظمة الفرانكفونية عبده ديوف كرّم السيدة ماجدة الرومي بالميدالية الأعلى في عالم الفرانكفونية. وكان قد أعجب بها كثيراً عندما غنَّت في الألعاب الفرانكفونية التي أقيمت في بيروت عام 2009، كما كان مسروراً بنجاح الألعاب التي قُدِّمت في بيروت عموماً واعتبر أنها من أنجح الفعاليات التي أقيمت بمناسبة أيام الفرانكفونية. تكريم السيدة ماجدة هو تكريم للبنان كله، بالتالي كان من الطبيعي أن أحضر الاحتفال بصفتي وزير ثقافة هذا البلد".
إن الكثير من الدول لو تعرَّض للأزمات نفسها لكان سقط إلى الأبد
"عيد الاستقلال حزين هذا العام نظراً للوضع السياسي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه لبنان اليوم، ونظراً لغياب وجود رئيس جمهورية على رأس الدولة. نأمل أن يكون لدينا رئيس جمهورية مع بداية العام المقبل، وأن يترأس هو الاحتفالات القادمة بعيد الاستقلال. من ناحية أخرى، هذا أول احتكاك لي مع الجالية اللبنانية التي كان حضورها كثيفاً في الاحتفال إذ كان هناك ما يزيد عن 2500 شخصاً في القاعة، حيث رأيت في عيونهم الغصة والحنين إلى البلد، إنه الحنين نفسه الذي نراه في عيون من يعيشون في لبنان اليوم ويملأهم الحنين إلى لبنان الجميل الذي يُهدِّده اليوم خطر حقيقي. إلاَّ أن استمرار البلد على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها هو دليل على قوته وعلى قوة أبنائه، حيث مرَّ بالكثير من الصعاب، وأعتقد أن الكثير من الدول لو تعرَّض للأزمات نفسها لكان سقط إلى الأبد".
وزير الثقافة يواكب ولا ينظِّم الثقافة
"ثروة لبنان هي بالفرد، وأكبر دليل على ذلك هو نجاح اللبنانيين في بلدان الاغتراب حيث يتقلَّدون مناصب عليا ومهمة في مجالات العلم والفن والاقتصاد والسياسة والثقافة. تاريخياً، لعب المثقفون دوراً مهماً في النهضة العربية، كما أن لفنانيه حضور كبير في المنطقة العربية، وبيروت كانت عاصمة دور النشر، المسرح، والسينما، وإن كانت تتعرض اليوم إلى منافسة شديدة من غيرها من بعض عواصم الدول العربية، إضافة إلى الخطر التاريخي الذي يهدد لبنان والمنطقة بأسرها. لكني كوزير ثقافة، أؤكد أن المجتمع الثقافي اللبناني بألف خير على الرغم من كل الظروف، ومن المؤكَّد أنه لو كانت ظروفنا أفضل، لكان هذا المجتمع الثقافي أكثر تألقاً بكثير. أما فيما يخص عملنا كوزارة ثقافة، نحن لا نوجِّه العمل الثقافي في لبنان، إنما نواكب ونفتح الطريق أمام الشباب المثقَّف والمبدع".
الثقافة هي القاسم المشترك بين جميع اللبنانيين
"أعتقد أن وزارة الثقافة مهمة جداً وذات سيادة، لأن جزءا كبيرا من قوة لبنان يكمن في ثقافته. كما أن الثقافة مهمة لأنها القاسم المشترك بين جميع اللبنانيين، وبالتالي نستطيع أن نبني عليها قاعدة صلبة لحل أزماتنا الداخلية. إلا أن هناك اليوم هجوم تكفيري إلغائي يحاول تسطيح كل الثقافات وإلغاء التنوُّع الفكري والثقافي، فمن هو ليس مثلهم يقومون بإلغائه جسدياً وفكرياً. إنه تهديم ممنهج لكل شيء ثقافي، لكل شيء أثري، وهو تدمير مقصود لهويتنا الثقافية، ومن واجبنا مواجهة هذا الخطر بالقلم وبالورقة. بالتأكيد علينا مواجهة هذا الظلام من الناحية العسكرية، ولكن القوة العسكرية وحدها لا تكفي، يجب أن نقاوم أيضاً ثقافياً واجتماعياً، مما يضاعف أهمية وزارة الثقافة على طاولة رئاسة مجلس الوزراء".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك