الروائي الموريتاني محمد ولد أمين: "نحتاج إلى الاعتدال والتعايش بعيداً عن التطرف والغلو والعداء"
نشرت في:
استمع
تستضيف كابي لطيف الكاتب والروائي والدبلوماسي الموريتاني محمد ولد أمين بمناسبة صدور روايته الأخيرة "منينة بلانشيه" عن دار الساقي في بيروت.
لا توجد هوية تقصي هوية أخرى
"كتبت هذه الرواية وفي ذهني أفكار عن التسلسل أو التطور للأمة الموريتانية. لا توجد هوية تقصي هوية أخرى. الإنسان إنسان قابل بحكم طبيعته وبحكم التعارف مع الآخرين إلى التغيير والتطور والتسلسل حتى في مسلسل الهوية. الزمن الحديث يجعل درجة وزخم التواصل بين الأمم والناس واسع إلى درجة تجعل الهويات الضعيفة تختفي. لا داعي للتطرف والغلو والعداء مع الأخر. كل المشاكل الموضوعة أمام الكيانات العربية بسيطة، إذا ما قورنت بمشاكل العالم الأخرى. نحن نحتاج إلى الاعتدال والعفوية والحب وهو شيء ممكن وقابل للتحقيق. المثقف العربي لم يقم بدوره في تعريف الناس بحقيقة أمره حيث استخدم القوميون والإسلاميون وقوى اليسار والشيوعيين كثير من الشخصنة المبالغ فيها وخلقوا كراهية غير مبررة . أنا أؤمن بوجود ذاكرة سحيقة للإنسان ويمكن التواصل بين البشر بطرق شتى".
الحل هو الديمقراطية والتعايش مع الآخر
"لولا التدخل الفرنسي في مالي لكانت القاعدة تمددت في أفريقا. هناك دعوة اسميها الارتداد أو الردة الكبرى عن الحداثة الارتداد عن الدولة عن المدرسة للجميع عن الصحة للجميع. هذه القوى الجاهلة التي تمارس صولاتها في المحيط الإسلامي عموما تخرج من حاضنة حكم مسبق وهو فشل الدولة الحديثة .والحل هو الحداثة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإفشاء ثقافة المحبة بين الناس. فكرة القومية العربية خرجت من خيال أفندية الشام وبيروت في القرن التاسع عشر لكنهم يتحدثون عنها كدين في حين أن أمور السياسة يجب أن يتم التطرق إليها كواقع. فهم قفزوا على الممكن الذي هو القطرية والطائفية في هذه الدول. اما بالنسبة لبناء فضاء عربي مشترك فلا يمكن أن اغفل الخصوصيات الضيقة للمجتمع العربي طائفية أو قطرية أو حتى اقتصادية".
أحببت الثقافة التنويرية الموجودة عند اللبنانيين
" الديمقراطية حالة كالكهرباء والماء وخدمة والانترنت حتمية من يتقبلها بسرعة أحسن ومن يرفضها ستفرض عليه في نهاية المطاف. أحببت الثقافة التنويرية الموجودة عند اللبنانيين حتى المتطرف أو المتزمت بالمعايير اللبنانية عندما احلل خطابه السياسي، الذي يدر عنه في وسائل الإعلام، أجد انه لا يخلو من عقلانية وتنوير. هذا ناتج عن تراكمات علمية وناتج عن وجود ديمقراطي تعددّي. واجد أن لبنان وصل درجة هي ما ينبغي أن يكون عليه العرب".
المرأة ليست كائناً هامشياً في المجتمع الموريتاني
"معجب بصبر وكفاح المرأة الموريتانية رغم قسوة المجتمع وظروفه الصعبة إلا إنها تبذل دورا كبيرا في عالم الأعمال والتعليم حتى في السياسة. من ايجابيات المجتمع الموريتاني على سطوته وبداوته وفقرة احترام المرأة خصوصا في الشق العربي منه. فظاهرة تعدد الزوجات لا تتطلب قانون لمنعها لأنها غير موجودة في ثقافتنا حاليا، وقديما منذ قرون فالمرأة ليست كائن هامشي. النظرة إلى المرأة كحريم وأنها فضاء الذكر، جاءت من الثقافة العثمانية المتأخرة، ولم تكن موجودة في التاريخ الإسلامي".
الرواية العربية ظُلمت
"لا يمكن للكاتب أن يكتب من الخيال مئة بالمائة يجب أن يستند إلى الواقع خصوصا بالرواية الحديثة التي فيها شيء من التخيل ما بعد الحداثة. أتمنى أن تجد الرواية العربية حقها من العالمية لأنها ظلمت ولان العرب يكتبون روايات جميلة وقادرة على منافسة كل ما يكتب في العالم بل ويضاهيه. وهم يعتقدون أن الرواية فن حديث عندهم، وأنا اعتبر أن الرواية العربية فن قديم وعريق. أتمنى أن يُنصف العالم العربي وان يبذل العرب كدول ومجتمعات جهد في تعريف العالم بأدبهم".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك