تستضيف كابي لطيف الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي بمناسبة صدور كتابه الأخير" كائنات العزلة، أنطولوجيا شعرية شخصية" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
إعلان
العزلة مثل الضوء تنير الطريق
"قررت قطع علاقتي مع الآخرين ومع جميع أصدقائي، لأني أردت أن اقطع التفكير المرتبط بالآخرين، لأجد نفسي في عزلة أصبحت مثل الضوء بالنسبة لي تنير الطريق، وجعلتني أعيد التفكير بأشياء كثيرة وأرى الأمور من زاوية أجمل، وجدت سلاحاً جميلاً إسمه العزلة. هي نوع من التطهير لأن فيها سيتم أول لقاء مع النفس، سأواجه نفسي ويبدأ المونولوج الداخلي. يجب تفريق العزلة عن الوحدة أو الوحشة، حيث الإنسان يقع فريسة الألم ويشعر بنوع من العظمة. أنا أقصد العزلة المنيرة كالشمس في الظلام. هنا بدأت أكتب عن العزلة وكان لديّ نصوص كنتُ قد ترجمتها تتحدث عن العزلة. يبدأ الكتاب بنص نثري من أربع صفحات أنقل فيها مشاعري كما هي وتأثرها بهذه العزلة، واللقاء مع أشباحي الداخليين الذين يصعب الالتقاء بهم ومع الآخرين."
أشعر بعدم جدوى كتاباتي إزاء المجتمع العربي
"الواقع العربي الحالي سيء جداً. كنا في سبعينات القرن الماضي على أبواب خلق مجتمع جديد، وفجأة تهدّم الحلم بظهور القضية الفلسطينية كحق أريد بها باطل. هنا تجيّش المجتمع دون أن ننتبه إلى بناء مجتمعاتنا بدل الخوض في قضية بحيث أصبحت إسرائيل عدوا وهميا لإخضاعنا. المجتمع العربي اليوم يعيش في نفق لا أحد يعرف كيف يخرج منه. إني أتحسس الواقع العربي حتى عندما أكتب أشياء خاصة جداً وأشعر بعدم جدوى كتاباتي إزاء هذا المجتمع. ما الذي بقي من الوطن العربي لكي يقسم، بالنسبة لي لا يوجد خلاص في المجتمع العربي ما لم نجتث كل التيارات الإسلامية السنية والشيعية وكل الأفكار المؤولة للتراث والكتاب، بل علينا حتى أن نترك الكتاب في مكانه ونترك التراث صالحا للموتى. وعندها نبدأ بزرع أفكار جديدة في تربة نظيفة تسقى بماء جديد، يجب أن نفهم أن العلمانية ليست ضد الدين، هي نظام وقوانين بحيث يحق للفرد فيها أن يكون ملحدا."
أنسي الحاج جعلني أشعر بفرادتي وأتطور
"صداقتي وعلاقتي بأنسي الحاج طويلة، التقيت به عام 1979 في باريس وأصبحت علاقتنا قوية جدا. هو فهم من أنا وأنا فهمت مَن هو هذا الشاعر. كان يعاملني معاملة الند للند ولم يشعرني أنه شاعر مهم حين كنتُ لا أزال شابا لم أكتب حتى أولى قصائدي. جعلني أشعر بفرادتي وأتطور وأعمل وعلمني السماح. التسامح شيء كبير بالنسبة لأنسي الحاج، فهو إنسان كبير نبيل. كتبت ثلاث قصائد عن لبنان ولديّ علاقة روحية مع هذا البلد ومع شعرائه وكتّابه مع العلم أني لم أقم بزيارته مطلقاً. كنت اعتقد أنه بسقوط صدام سيتحقق حلمي وسيعود العراق كما كنت أحلم به، وإذا به تدهور بشكل كبير بحيث لم يعد لنا الآن أي قدرة على الحلم ،لا شيء نحلم به الآن."
الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي
{{ scope.counterText }}
{{ scope.counterText }}
{{ scope.legend }}
© {{ scope.credits }}الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك